يُعتبر YouTube واحد من أبرز المنصات الاجتماعية عالميًا، حيث يستخدمه أكثر من ملياري شخص نشط شهريًا. إذا كنت تُخطط لإنشاء فيديوهات ناجحة على هذه المنصة، فإنَّ الأمر يتجاوز مجرد تصوير مشاهد وتحريرها. النجاح على YouTube يتطلب إتقان فن السرد القصصي والابتكار في تقديم محتوى يُثير اهتمام المشاهدين ويحافظ على تفاعلهم حتى النهاية.
لإنتاج فيديو مُميز على YouTube، يجب أن تتوفر فيه عناصر جذب مُماثلة لتلك المُستخدمة في رواية القصص التقليدية. من بين هذه العناصر: بناء قصة مُترابطة، وإثارة المشاعر، والتفاعل مع الجمهور. القصة الجيدة تُضفي بُعدًا إنسانيًا على الفيديو، وتُتيح للمشاهدين الانخراط في تجربة فريدة تأسر انتباههم.
استخدام السرد القصصي في محتوى الفيديو ليس مجرد مهارة إضافية؛ بل هو أداة فعَّالة لتعزيز تأثيرك على الجمهور. عندما تقدم قصة مُلهمة أو مثيرة، تُحفّز المشاهدين على استكمال مشاهدة الفيديو، التفاعل مع المحتوى، وحتى الاشتراك في قناتك. إذا كنت ترغب في بناء جمهور مُخلص وزيادة شعبية قناتك، فإن إتقان فن السرد القصصي سيكون مفتاحك لتحقيق ذلك.
في هذا المقال، سنتناول أهم النصائح والأساليب التي ستُساعدك على تحسين مهاراتك في إنشاء مقاطع فيديو ناجحة عبر استخدام السرد القصصي بفعاليَّة. ستتعلم كيف تُحوّل أفكارك إلى محتوى يجذب الانتباه ويبقى في أذهان المشاهدين.
1. حدد احتياجات جمهورك
قبل أن تتمكن من التفكير في إنشاء مقطع الفيديو التالي ، عليك التفكير في جمهورك. بعد كل شيء ، هو العمود الفقري لأي فيديو ناجح.
من الذي تُحاول الوصول إليه؟ من الذي يحتمل أن يُثير اهتمامه؟ هل تلقيت أي تعليقات حول ما يُريد جمهورك رؤيته؟ بمجرد أن تعرف احتياجات جمهورك ، ستتمكن من إنشاء مُخطط لمقطع الفيديو موجهًا بأفضل شكل نحوهم.
بصفتك مُنشئ محتوى ، لا تتردد في استخدام أدوات مُساعدة الكتابة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء الفيديو الخاص بك. فقط تأكد من أنَّ المحتوى الذي تنشره لا يزال أصليًا!
2. افهم الغرض من الفيديو
من العناصر المُهمة في أن تصبح من مستخدمي YouTube هو فهم الغرض من الفيديو وكيف تتم رواية القصة. يجب أن يكون هناك نوع من الرسالة التي تُرسلها إلى جمهورك.
لا يجب أن تكون هذه الرسالة فكرة كبيرة ومسؤولة من شأنها تغيير العالم. يُمكن أن يكون الغرض من الفيديو هو الترفيه ببساطة. ومع ذلك ، فإن إضافة المزيد من العناصر إليه يُمكن أن يساعد في نجاحه — مثل تعليم المُشاهدين بدروس تعليمية أو الإلهام بالحكايات الشخصية وتجارب أسلوب الحياة.
ليس هناك ما يُشير إلى أنَّ الغرض من الفيديو الخاص بك يجب أن يكون شيئًا واحدًا فقط. على سبيل المثال ، يمكنك تعليم كيفية إعداد تخطيط الألواح الشمسية على عربة سكن مُتنقلة ، والتي يمكن أن تُلهم المشاهدين أيضًا للرغبة في التجول في منصة خارج الشبكة الكهربائية.
يمكن أن تكون رسالة الفيديو عبارة عن عدد كبير من الأشياء المُختلفة. ومع ذلك ، فإنَّ وجود هدف واضح سيساعد في الخطوات التالية لإنشاء قصة والحفاظ على مشاركة جمهورك.
3. صياغة قصة آسرة
السرد هو ما يُحافظ على تدفق القصة من البداية إلى النهاية. يجب أن يكون هناك تطور منطقي يُمكن للمشاهد مواكبته وسبب لمواصلة مشاهدة الفيديو.
حتى لو كان مقطع فيديو تعليميًا ، يجب أن يكون السرد المُناسب في مكانه الصحيح. إذا كنت تُعلم شخصًا كيف يصنع مكرميه لحمل النبات ، فلن تبدأ في المنتصف مع اكتمال نصف الحرفة بالفعل. سيكون هذا مثل بدء سلسلة كتب من الكتاب الثالث — طريقة مُربكة للغاية.
لا سيما إذا كانت مقاطع الفيديو تقل عن 15 دقيقة ، فاجعل السرد جذابًا وبسيطًا. ليس هناك من سبب يجعل القصة المباشرة لا يمكن أن تكون مسلية أيضًا.
4. استخدم الشخصيات ذات الصلة
لا يعني استخدام الشخصيات المُترابطة أن عليك تكوين شخصية لتضعها في الفيديو الخاص بك. يُمكنك أن تكون شخصية حقيقية للغاية.
يمكن أن يساعد إنشاء تجربة بشرية داخل الفيديو الخاص بك من خلال الشخصيات التي تعرضها في تكوين اتصال بينك وبين المشاهدين بصفتك منشئ المحتوى. سيرون صراعات شخصية أو تجارب مُشتركة تسمح للمشاهدين بوضع أنفسهم في مكان الشخصيات.
في بعض الأحيان ، قد تحتاج إلى إضفاء الطابع الدرامي على الطريقة التي تُقدم بها نفسك ، ولكن من الجيد أن تكون أصليًا بشكل عام. سيحبك متابعيك على حقيقتك.
5. إثارة مشاعر المشاهدين
استحضار المشاعر يُمكن أن يحول الفكرة الجيدة إلى فيديو رائع. إذا كان لديك نوع قناة YouTube التي تسمح بظهور التعارض في مقاطع الفيديو الخاصة بك ، فابحث عن طريقة لتضمينها. يسمح الصراع بالتوترات الواقعية التي يمكن أن تضيف بعض الإثارة إلى تجارب المشاهدة لدى المُتابعين.
إن تحديد مكان الصراع في الفيديو أمر متروك لك. إذا كان هناك تراكم جيد مطلوب للصراع ، فقد يكون من الأفضل أن تشق طريقك نحوه. ومع ذلك ، فإن أول 30 ثانية من الفيديو مُهمة لجذب انتباه المشاهد.
على سبيل المثال ، إذا كان لديك مدونة فيديو أسبوعية حول رحلاتك في البلد المُحدد. يمكنك أن تبدأ الفيديو بهدوء ثم تتقدم لاحقًا إلى الذروة عندما تطير خيمتك بعيدًا. يمكنك أيضًا أن تبدأ بخيمتك التي تطير بالفعل في الهواء ، وأنت تجري بشكل محموم للحاق بها.
وفي كلتا الحالتين ، ستحصل على بعض الضحكات الجيدة من المشاهدين أثناء مشاهدتهم لك وأنت تُطارد خيمتك في الغابات الخلفية.
6. تحسين المرئيات
تُعد B-roll (لقطات الفيديو الاضافية) والموسيقى مُكوِّنين مهمين يمكن أن يؤثران بشكل كبير على مقاطع الفيديو لديك.
تُعتبر B-roll هي اللقطات الثانوية لـ A-roll ، وهي لقطات الحركة الرئيسية. يُمكنك استخدام B-roll لإنشاء مشهد ، أو استحضار المشاعر ، أو تطوير نغمة ، أو مجرد إظهار عرض ثانوي.
على سبيل المثال ، قد يجعلك مشهد A-roll تجلس أنت وصديقك على كراسي على الشاطئ تتحدثان عن اليوم. يمكن أن تلعب لقطات B-roll دورًا أثناء المحادثة من خلال عرض تحطم الأمواج لبضع ثوانٍ ، وجلب الكلب للكرة ، وطيور النورس التي تُطارد طفلًا صغيرًا.
تعد الموسيقى من أكثر العناصر المفيدة في تعديل الفيديو للمساعدة في إظهار القصة التي تُريد سردها. يُمكنك التحكم في نغمة الفيديو بمجرد اختيار الموسيقى المناسبة.
من المهم للغاية اختيار الموسيقى المناسبة للمشهد حتى لا تُربك جمهورك. إذا كان لديك مقطع لعجلة فيريس على رصيف مع بعض الأطفال يضحكون في الخلفية ، وأضفت موسيقى مُروعة ، فسيتوقعون حدوث شيء سيء. إذا اخترت موسيقى سعيدة ، فسيعتبرها الجمهور يومًا مُمتعًا عاديًا.
7. إضافة التعليق الصوتي أو الحوار
يمكن للتعليقات الصوتية والحوار أن تصنع المعجزات للمساعدة في توجيه قصة الفيديو. يُمكنها تقديم معلومات مُهمة حول ما يحدث في الفيديو والمساعدة في السرد من أجل التوضيح.
ومع ذلك ، تأكد من مطابقة نغمة الصوت مع نغمة الفيديو. من المهم لكل عنصر أن يكمل بعضه البعض.
8. استخدم الدعوة لاتخاذ إجراء
مثل عندما يتم استدعاء بطل في مهمة في روايتك المفضلة ، تسمح الدعوة لاتخاذ إجراء (CTA) بمواصلة القصة. إنها تُحافظ على استمرار العلاقة بين منشئ المحتوى والمشاهد.
لا يوجد مكان خاطئ لوضع الدعوة لاتخاذ إجراء (CTA). ومع ذلك ، من المهم عدم مقاطعة قصة الفيديو كثيرًا. يجب أن يكون وضع CTA اللفظي وأي زر اشتراك مُتحرك داخل الفيديو أمرًا طبيعيًا.
9. ابق مُنتبهًا في عملية التعديل
فقط لأنك انتهيت من التصوير لا يعني أنَّ القصة قد انتهت. تعد عملية تعديل الفيديو الخاص بك جزءًا مهمًا من إنشاء القصة لأنَّ هذا هو المكان الذي تهم فيه التخفيضات. حاول التركيز على السرعة عن طريق قص المقاطع غير الضرورية وإنشاء انتقالات سلسة بين المشاهد.
يمكن أن تؤدي عملية تعديل الفيديو إلى تحسين أو إفساد القصة التي عملت بجد على التقاطها أثناء عملية التسجيل. تأكد من الاهتمام بكيفية تنفيذ كل مقطع فيديو في المخطط الزمني وأنَّ له غرضًا للمساعدة في توجيه القصة.
استخدم تقنيات رواية القصص في مقطع الفيديو التالي على YouTube
تعد القدرة على الحفاظ على تفاعل المشاهد أمرًا أساسيًا لنجاحك كمستخدم على YouTube. رواية القصص هي فن يُمكن أن يُساعدك في القيام بذلك بالضبط — مما يجعل مقاطع الفيديو الخاصة بك على YouTube تنتقل من جيدة إلى رائعة. قد تُساعدك حتى على اكتساب المزيد من الثقة في عملك وبعض المُتابعين الجدد.
قبل إنشاء الفيديو التالي الخاص بك ، حاول استخدام طرق سرد القصص أعلاه ومعرفة ما إذا كانت تُحدث فرقًا.
