Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

طرق فعَّالة للتوقف عن الإنفاق الزائد (نصائح مبنية على دراسات علمية)

إنَّ التحكم في ميزانيتك لا يعني بالضرورة التضحية بالأشياء التي تحبها وتستمتع بالقيام بها، بل يتعلق بتطوير عادات مالية أكثر ذكاءً. الأشخاص الذين ينجحون في تقليل إنفاقهم يتميزون باتباع استراتيجيات مدروسة تُساعدهم على مقاومة الإغراءات اليومية. في هذه المقالة، سنستعرض 8 نصائح فعّالة مدعومة بأبحاث علمية لتقليل الإنفاق العشوائي، تحسين قراراتك المالية، وبناء علاقة صحية مع المال دون الشعور بالحرمان.

طرق فعَّالة للتوقف عن الإنفاق الزائد (نصائح مبنية على دراسات علمية)

النصيحة 1: لا تقل أبدًا “أبدًا”، فقط قل “ليس الآن”

كتب مارك توين ذات مرة:

“إنَّ الوعد بعدم القيام بشيء هو الطريقة الأكيدة في العالم لجعل الجسم يرغب في الذهاب والقيام بهذا الشيء بالذات.”

— مارك توين في مغامرات توم سوير

هذا صحيح بالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالمال.

إذا أخبرت نفسك ألا تُنفق المال أبدًا على شيء مُعين، فمن المُحتمل أن تذهب وتفعله بالضبط. لا يُهم ما إذا كان شراء ملابس أو لاتيه باهظ الثمن أو أي شيء آخر؛ الحقيقة هي أنَّ إنكار الذات الدائم للأشياء التي نُحبها أمر سيئ ولا ينجح في الأمد البعيد.

يُقدم كتاب “قوة الإرادة: إعادة اكتشاف أعظم قوة بشرية” نهجًا بديلًا يُمكنك استخدامه إذا وجدت نفسك تنفق الكثير من المال باستمرار في فئات معينة:

“[…] إن إخبار نفسك “يُمكنني الحصول على هذا العنصر لاحقًا” يعمل في العقل مثل الحصول عليه الآن. إنه يرضي الرغبة الشديدة إلى حد ما — ويُمكن أن يكون أكثر فعالية.”

بعبارة أخرى، لا تُخبر نفسك بـ “أبدًا” — فقط أخبر نفسك بـ “ليس الآن”.

هذا ينجح لأنك تمنح نفسك الإذن بشراء العنصر، ولكن أيضًا المساحة للتفكير فيما إذا كنت تُريده بالفعل. غالبًا ما تتلاشى الرغبة في الشراء بقوة خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. هذا هو السبب في أنَّ المسوقين يُنفقون الكثير من المال في محاولة لإقناعك بالشراء على الفور — فهم يعرفون أنه كلما طال انتظارك، قل احتمال قيامك بالشراء.

لذلك أوصي بإنشاء قائمة “للشراء” على هاتفك. كلما شعرت بالحاجة إلى شراء شيء ما، أضفه إلى قائمتك. إذا كنت لا تزال تُريد شراءه في وقت ما في المستقبل — على سبيل المثال، بعد أسبوعين أو شهر — فامض قدمًا واحصل عليه.

تُشير تجربتي مع هذه التقنية إلى أنها ستُقلل بشكل كبير من إنفاقك الاندفاعي.

النصيحة 2: إنشاء حساب إنفاق تقديري

يعرف الكثير من الأشخاص أنهم بحاجة إلى البدء في العيش وفقًا لميزانية مُحددة، سواء كان طريقة مثل ميزانية 50/30/20، أو نسب الميزانية الموصى بها من ديف رامزي أو فئات الميزانية التي تُنشئها بنفسك.

لكن الاختيار من بين العديد من طرق الميزانية قد يكون صعبًا، وأحيانًا نتجنب البدء لأننا نشعر أنَّ وجود ميزانية يعني أنه يتعين علينا التخلي عن أشياء معينة نحبها. وكما ناقشنا في القسم الأخير، فإنَّ إنكار الذات هو وصفة للفشل.

ولهذا السبب يوصي دان أريلي، أستاذ علم النفس والاقتصاد السلوكي في جامعة ديوك، بإنشاء حساب إنفاق تقديري:

“عندما يُخبرنا الناس أنهم يجدون صعوبة في التحكم في إنفاقهم، نعترف بأنهم يستطيعون وضع ميزانية لكل شيء، ولكننا نُخبرهم أيضًا أنه من المرجح أن يكون الأمر مزعجًا للغاية لدرجة أنهم سيستسلمون.
بدلاً من ذلك، نقترح عليهم تحديد المبلغ الذي يُريدون إنفاقه على فئة واسعة من “الأشياء التقديرية”؛ الأشياء التي يُمكنهم العيش بدونها، مثل القهوة الخاصة، أو الأحذية الفاخرة، أو ليلة من الترفيه. خذ هذا المبلغ، على أساس أسبوعي، وضعه على بطاقة خصم مدفوعة مسبقًا.
الآن لديهم هذه الفئة من الإنفاق التقديري مع ميزانية جديدة كل يوم اثنين. سيُوضح الرصيد الموجود على البطاقة كيفية استخدامه وستكون التكاليف البديلة ضمن هذه الفئة العامة أكثر وضوحًا وأكثر إلحاحًا.”

— دان أريلي، مؤلف كتاب “الدولارات والحس

بدلاً من وضع ميزانية لكل دولار يدخل ويخرج من حياتك، فإنَّ النهج الأكثر بساطة هو وضع ميزانية للنفقات التقديرية فقط. يُتيح لك هذا النهج إنفاق المال دون الشعور بالذنب على أشياء اختيارية، كما يُقلل بشكل كبير من الوقت اللازم لإدارة أموالك.

يُمكن أن يساعد هذا النهج أيضًا في منع الإنفاق العاطفي، لأنه يمنحك قاعدة صارمة وسريعة حول المبلغ الذي يُمكنك إنفاقه بالفعل.

النصيحة 3: راقب نفقاتك يوميًا

تُظهِر الأبحاث أنَّ الأشخاص الذين يَزنون أنفسهم يوميًا هم أكثر عرضة لتحقيق هدف وزنهم. كما ثبت أنَّ تقديم ملاحظات مُستمرة لنفسك يُحسِّن من وضعك المالي.

الكتاب المُمتاز “قوة الإرادة“، الذي أشرنا إليه في النصيحة 1، نظر في كيفية تغير عادات الأشخاص بعد تتبع أموالهم باستخدام تطبيق الميزانية الشهير Mint.

“[…] أظهرت البيانات — التي تم جمعها من ملياري مُعاملة لثلاثة مليارات مستخدم مجهول — بعض الفوائد الواضحة للمراقبة. بالنسبة للغالبية العظمى (80%) من الأشخاص، تم تعديل المسار التصاعدي لإنفاقهم بعد انضمامهم إلى Mint وبدء مُراقبة معاملاتهم.”

— من كتاب قوة الإرادة

عندما تُنفق الكثير من المال باستمرار، فإنَّ تتبع نفقاتك على أساس يومي مُفيد لأنه يجبرك على البقاء مركزًا على كيفية تأثير إنفاقك على صافي دخلك المالي.

بعبارة أخرى، فإنَّ رؤية رصيد حسابك ينخفض ​​نتيجة للإنفاق الاندفاعي يُعد دافعًا قويًا لتقليص الإنفاق.

مع وضع ذلك في الاعتبار، فإنَّ الطريقة الجيدة للتوقف عن الإنفاق والبدء في الادخار هي:

  1. إنشاء حساب إنفاق تقديري (انظر النصيحة 2)، حيث خصصت نسبة معينة من ميزانيتك لـ “الرغبات”.
  2. بالنسبة لجميع نفقاتك الأخرى، قم بتتبعها يوميًا من خلال تطبيق مجاني للميزانية.

النصيحة 4: إخفاء الأموال عن نفسك

لم تتمكن جين براينت كوين، التي كتبت كُتبًا كلاسيكية عن التمويل الشخصي بما في ذلك “كيفية جعل أموالك تدوم” و”استغلال أموالك إلى أقصى حد”، من ادخار المال حتى بدأت في إخفائه عن نفسها.

كما تُوضح:

“لكي تُصبح مدخرًا جادًا، ابدأ في إخفاء الأموال عن نفسك. هذا ينجح في كل مرة — إذا لم تره، فلن تُنفقه. لن تلاحظ أنه اختفى. حقًا، لن تلاحظ ذلك. أعرف ذلك، لأنَّ إخفاء الأموال يُعتبر أول خطة ادخار ناجحة لي”.

— جين برايان كوين في دايتون ديلي نيوز

لا يعني هذا إخفاء الأموال حرفيًا عن نفسك من خلال جعل صديق أو شريك يُخبئها في مكان سري. بل يعني التأكد من أنها بعيدة عن الأنظار وبالتالي بعيدة عن العقل.

هذه حالة أحب فيها حقًا فكرة الميزانية العكسية، حيث تدفع أهدافك أولاً ثم تتمكن من إنفاق ما تبقى.

فكرة الميزانية العكسية

في الميزانية العكسية، يتم تخصيص المال أولاً لأهدافك ونفقاتك الثابتة. ومن هناك، يُمكنك الإنفاق بحرية على النفقات التقديرية بالباقي.

النصيحة 5: اجعل شؤونك المالية أولويتك الأولى

يُعد تحديد الأهداف أمرًا مُهمًا في العديد من مجالات الحياة، وهذا صحيح بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالتمويل.

ولكن ليس كل تحديد للأهداف سيكون فعَّالًا بنفس القدر.

خمِّن أي من الشخصين أدناه هو الأكثر احتمالية لتحقيق هدفه:

  1. الشخص أ، الذي يُحاول إنقاص 10 أرطال وزيادة معدل ادخاره إلى 10%.
  2. الشخص ب، الذي يحاول فقط زيادة معدل ادخاره إلى 10%.

تظهر الأبحاث أنَّ الأشخاص الذين يحاولون تحقيق أهداف متعددة في نفس الوقت هم أقل احتمالاً للنجاح من أولئك الذين يُركزون على هدف واحد.

هذا يخالف البديهة، لأننا غالبًا ما نعتقد أنَّ تغيير العديد من الأشياء في وقت واحد سيؤدي إلى نتائج أسرع.

كيف نحصل على نتائج فعلية هو عن طريق تغيير شيء واحد في كل مرة، وإتقان هذا السلوك بحيث يكون سهلاً وعادة، ثم الانتقال إلى الشيء التالي.

بالطبع، هذا لا يعني أنَّ خفض الإنفاق يجب أن يظل على رأس أولوياتك إلى الأبد. ولكن إذا كنت تُكافح من أجل ضبط إنفاقك، فإنَّ تحسين وضعك المالي سيجعل تحقيق أهدافك الأخرى أسهل.

النصيحة 6: قلل من كمية الإعلانات التي تراها

إذا كنت من النوع الذي يُنفق أكثر من اللازم لمجرد وجود صفقة جيدة، فإنَّ الاستراتيجية الفعَّالة هي منع نفسك من رؤية الصفقة في المقام الأول.

في حين لا يزال هناك الكثير مما لا نستطيع التحكم فيه عندما يتعلق الأمر بالإعلانات، فهناك بعض الأشياء التي يُمكننا القيام بها للحد على الأقل من كمية الإعلانات التي تدخل حياتنا.

وهذا يشمل:

  1. إلغاء الاشتراك في رسائل البريد الإلكتروني الترويجية.
  2. مشاهدة التلفزيون الخالي من الإعلانات، حتى لو كان ذلك يعني دفع رسوم صغيرة.
  3. استخدام خدمات مثل OptOutPrescreen.com و DMAchoice.org للتخلص من البريد العشوائي.
  4. حد من وقتك على مواقع التواصل الاجتماعي. فهي ليست مكتظة بالإعلانات فحسب، بل تُظهر الأبحاث أن الضغط الناتج عن مواقع التواصل الاجتماعي يجعلك تُنفق المزيد.

النصيحة 7: الاستفادة من تخطيط الوجبات

تتمثل إحدى أسرع الطرق وأكثرها فعالية لتوفير المال في التركيز على الطعام. في حين أنَّ الطعام يعد “حاجة” بشكل واضح، إلا أنه غالبًا ما يكون هناك الكثير من الهدر (مجازيًا وحرفيًا) عندما يتعلق الأمر بإنفاق الطعام.

تتمثل إحدى الاستراتيجيات الجيدة لتوفير المال على البقالة في تتبع ما تُنفقه على الطعام عن كثب، باستخدام تقنية المراقبة اليومية الموضحة في النصيحة 3.

استراتيجية أخرى هي وضع خطة وجبات للأيام القادمة.

لا يعني التخطيط للوجبات العيش على الأرز والفاصوليا. يُمكنك تناول الطعام الصحي بميزانية محدودة. والهدف هو إيجاد توازن بين الراحة والصحة والتكلفة بما يتناسب مع ميزانيتك وأسلوب حياتك.

النصيحة 8: تجنب نمط الحياة المُتغيِّر

مع زيادة دخلنا، نميل إلى إنفاق المزيد من المال. وبالتالي، لا نكون في ظروف مالية أفضل مما كنا عليه من قبل. ويُعرف هذا الحدوث المُتكرر باسم نمط الحياة المُتغيِّر.

ما يجعل الأمور أكثر صعوبة هو أنه بمجرد التزامنا بعنصر فاخر مُعين، يصبح العودة إلى علامة تجارية أكثر عمومية أمرًا صعبًا.

إنَّ مكافأة نفسك على كسب المزيد ليس بالأمر السيئ. المهم هو أن تكون على دراية بتكلفة هذه المكافآت — وأن تدرك أنها غالبًا ما تكون نفقات مُتكررة.

إحدى الحيل هي السماح لنفسك بزيادة إنفاقك بنسبة معينة عندما يزيد دخلك — 50%، على سبيل المثال — مع الالتزام بتوفير 50% الأخرى من هذه الزيادة.

على سبيل المثال، إذا ارتفع دخلك من 3000 دولار شهريًا إلى 4000 دولار، فهذا يمنحك 500 دولار إضافية من الإنفاق التقديري و 500 دولار إضافية مُخصصة للمدخرات.

كيف تتوقف عن إنفاق الكثير من المال: الأفكار النهائية

إنَّ الجمع بين بطاقات الائتمان والتسوق عبر الإنترنت والهواتف الذكية يجعل شراء أي شيء على الفور أسهل من أي وقت مضى. وهذا يعني أنه من الصعب أكثر عدم الإنفاق، لأنَّ الإغراء والإشباع الفوري موجودان في كل مكان.

ولكن ما يهم أكثر هو أن تتحمل المسؤولية المالية لمقاومة هذا الإغراء، وقد أثبتت الأبحاث أنَّ النصائح المذكورة أعلاه تُساعد في ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى